ليلة ستارها الظلام .. ثم قلب تحاط به سياج من ضلوع .. ثم حجب الدثار تلف حول سر الأسرار .. هناك وفي عمق الوجدان ناقوس يدق بإصرار .. يقول كلاماً عصمة الحل فيه غير مباح لمن يرجو الوقار .. ومحظور مدافن الذكريات أن يزاح عنها الستار .. وعلى مد البصر أراها صورة خلف ألف باب تجتاح ذاك الخيال .. تلوح بالبنان من بعيد عن قصة ذات يوم .. ثم تغمز بعينها عن لحظة في يوم مطر بين الأزهار .. هي لحظة مثلها ألف لحظة في صفحة الأسرار .. ولكن الويل لمن تسولت له النفس أن يخاطر بمواقد الإشهار .. سياجها قبلة الوجهاء و هم أهل تلك الديار .. ملوك جاه وعرش وملوك وادي البحار .. والكنف من سلالة فيها الفوارس تحمي حمى الأخيار .. وأرى في صفحة الذكريات عودة الحسناء ذات النضار .. الحسن فيها هبة غير مجلوب ولكن محسوب بمقدار .. توقفنا ذات يوم عندما نادى المنادي بإنذار .. وأقيمت سياج البين ثم أصبح السر خلف الجدار .. وأحكمت أعين الرقباء ومنعت تلك الجوهرة من فتنة الإبصار .. هي أصبحت لأهلها والسرب لا يقبل إشارات الصغار .. قلب أخطأ الطريق يوماً وطمع في قطف أعلى الثمار .. ولكن لم يخطأ القلب يوماً عندما مال الثمار وأراد أن يكون في سرب الصغار .. براءة ترفض الحواجز وطهر يمنع الإكبار .. هناك أخذت بالقلوب وأبكت أعيناً كانت تخاطر في غمار .. ثم ولت بأمر أصحاب الجلالة خلف تلك الأسوار .. ومرت السنوات عجافاً لم نرى البدر فيها ليلاً أو نهار .. ولكن تمردت في الخيال وأقبلت تداعب الذكريات .. وذاك مجنون يخاطب النفس دوماً وحيداً .. ويقول يا ليت الذكريات كانت في دمار ..
م
ن
ق
و
ل