لاشك أننا قد مررنا في مراحل مختلفة من حياتنا بطلب لكتابة شيء ما ،
خاطرة، قصة، نثر، مقال..الخ
أتذكرون ماذا كنا نفعل لننهي فقرة من كتابتنا؟
كنا نضع نقطـة..
و نبـدأ سطراً جديداً..
كذلك حياتنا.. تحتاج بين الحين و الآخر إلى أن نضع نقطة ننهي بها
سطوراً عديدة خططناها بمـداد أفعالنا و أقوالنا و تجاربنا..
و نبدأ سطراً جديداً..
و أخالنا حين نبـدأ سطراً جديداً، نحاول جعله مميـزاً، و مختلفاً، لنتشجع على الإكمال،
و نحاول دائماً أن نجعله أفضل سطر،فترانا نمسح و نمحو و نفكر و نهذب و نشذب
لتظهر ألفاظنا مـؤثرة جميلـة..
فلم لا نفعل ذلك لسطور حياتنا؟..
لماذا لا نبـدأ سطراً جديداً، و نحقق رغبة دفينة تنادي في أنفسنا أن أروني النور،
إنه شيء نحتاجـه جميعاً و بشـدة، فما هذا السطر سوى خـطوة قد تكون عظيمة في أهم صفحات،
إنها صفحات حياتنا..
فما خلقنا إلا لعبادة الله و إرضاءه –عز و جل- ،
فلم لا نبـدأ سطراً جديداً يعيننا على تحقيق ما خلقنا له..
قال تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلّا لِيَعْبُدُونِ﴾[الذاريات:56]
لا تقل لا أستطيـع، أو غـداً، أو فيما بعـد..
قال أحدهم "و دع طول الأمل ، فكم أعاق طول الأمل النجاح"..
لا تنتظر دقيقة معينـة، لتبدأ علاقة جديدة مع خالقك..علاقة أفضل من سابقتها، بقلب منيب و راغـب..
و إن كنت تريـد..فقد جاءتك نفحـات ونسائم عطـرة تـدعـوك لتفعل ذلك..
قلبي الذي عصـى، و أثم..
قلبي الذي قد غفل و سهـا..
لكنـه في النهاية يحن
يحن للإيمان و السكينة و العـودة لله –عز و جل-، و أن يبـدأ حياة جـديدة..
فلنضع نقطـة بعد سطور كثيرة..
و لنبـدأ سطراً جـديداً بالإيمان و العمل الصالح ،
قال تعالى:-
(إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)-
لنثـق..
بأن لحظـة صدق مع الله و أن قلباً منكسراً أحرقه الذنوب و توبة صادقة
كفيلة بأن تبدل سيئاتك حسنات و أن تؤهلك لكسب محبة الرحمن –عز و جل-..
فجدد النية و اعقـد العزم.لحياة جديدة, حياة في طاعة الرحمن –جل في علاه-
و حاذر من كيد الشيطان و مثبطات العزم و مضيعات الوقت، فكم أضاعت الغفلة من خير و كم فوت طول الأمل و مثبطات العزم من فلاح..
.
.
قال تعالى :-
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)- طه